كانت الأحداث المثيرة التي دارت حول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفضيحة تسريبه لبعض المعلومات السرية للغاية لرئيس الوزراء الروسي هي المسيطرة على أجواء هذا الأسبوع، وضربت الدولار الأمريكي في مقتل وذهبت بالمستثمرين بعيدًا بحثًا عن الملاذات الآمنة مثل الذهب والين الياباني، بل اتجه البعض للعملة الرقمية (البيتكوين) لتسجل أعلى مستوياتها التاريخية عند مستويات الـ 1940 دولار.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، فقد سجلت إعانات البطالة أدنى مستوياتها على مدار 29 عامًا عند 232 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي، وساعدت تلك البيانات الدولار الأمريكي على محو بعض خسائره مع نهاية تداولات الأسبوع ولكنه لم يستطع الحفاظ على تلك المكاسب، ليقترب مؤشر الدولار الذي يقيس قوة الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات من أدنى مستوياته على مدار ستة أشهر عند 97.
وفي ظل حالة الضعف التي انتابت الدولار الأمريكي نجح الجنيه الإسترليني مدعومًا بالبيانات الإيجابية للغاية في الارتفاع وصولًا لأعلى مستوياته منذ أكتوبر الماضي عند 1.3047. حيث ارتفعت أرقام التضخم لأعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2013 عند 2.7%، ومع استمرار هذا الارتفاع في التضخم سيزيد من الضغوط على بنك إنجلترا للقيام بخيار رفع الفائدة مع التوقعات التي تشير لارتفاع التضخم حتى مستويات الـ 3% قبل نهاية العام.
أيضًأ، واستمرارًا للبيانات الإيجابية في سوق العمل البريطاني منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث سجلت معدلات البطالة أدنى مستوياتها على مدار 42 عامًا عند 4.6%، ويبقى القلق فقط من تباطؤ معدلات الأجور لاسيما أنه سيكون عليه دور رئيسي في توقعات التضخم ومعدلات الفائدة.
في اليابان، حقق الاقتصاد الياباني أفضل وتيرة نمو على عقد من الزمن حينما نما الاقتصاد بنسبة 0.5% خلال الربع الأول، مما يُعزز من توجهات رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي. وبذلك يحقق الاقتصاد الياباني نموًا للربع الخامس على التوالي وهي أطول وتيرة متواصلة للنمو منذ عام 2006.
وبالانتقال للاقتصاد الأسترالي، ومن خلال محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الأسترالي أبدى مخاوفه من الصعود المستمر في أسعار المنازل وأن التدابير التي اتخذتها الحكومة ستأخذ بعض الوقت للحد من هذا الارتفاع الحاد. فيما واصل سوق العمل الأسترالي تحسنه على نطاق واسع ويبقى القلق فقط من أن عدد وظائف الدوام الجزئي تفوق الوظائف بدوام كامل، حيث ارتفعت وظائف الدوم الجزئي بنسبة 67% مقابل 27% لوظائف الدوام الكامل على مدار الـ 17 عامًا الأخيرة.
أما بالنسبة للعملاق الصيني، فقد آثار تباطؤ بيانات الإنتاج الصناعي خلال الشهر الماضي مخاوف الأسواق، وربما تكون بداية دون المستوى للربع الثاني من هذا العام، وعلى مدار العام ونصف الأخير كان الربع الأخير هو من أفضل الفترات أداءًا للاقتصاد الصيني وجاء ذلك مدعومًا بنمو الإنتاج الصناعي والاستهلاك الشخصي وتشير تلك البيانات أن الإنفاق سيظل هو العامل الرئيسي للنمو المحلي. وجاءت تلك البيانات في ظل انعقاد قمة بكين على شرف الرئيس الصيني والذي أطلق خلالها مباردة الحزام والطريق والتي تتطلب رفض سياسة الحمائية التجارية وتجنب التفتت.
استفاد المعدن الأصفر من حالة ضعف الدولار الأمريكي وتهافت المستثمرين عليه كأحد الملاذات الآمنة، وارتفع من أدنى مستويات الأسبوعية عند 1227 دولار للأونصة وصولًا لأعلى مستوياته منذ بداية الشهر الحالي عن 1265 دولار.
أما النفط الخام وفي ظل تفاؤل الأسواق باجتماع منتجي النفط من الأوبك خلال الشهر الجاري، وزيادة التوقعات بتمديد اتفاق خفض الإنتاج ربما حتى الربع الأول من العام القادم، مما دفع الأسعار للعودة مجددًا لمستويات الـ 50 دولار للبرميل حاليًا مرتفعة من أدنى مستوياتها الأسبوعية عند 47.72 دولار للبرميل.
وعلى الصعيد الفني، فيما يلي نلقي الضوء على أهم تحركات الأسواق.
اليورو دولار
صعد زوج اليورو دولار منذ بداية هذا الأسبوع من مستوى 1.0920 متخطياً حاجز مقاومة الحد الأعلى من القناة الصاعدة والقمة السابقة المتكونة عند 1.1020 . واجه مقاومة عند مستوى 1.1160 وتراجع منها يوم الخميس الى مستوى 1.1075 ولكن سرعان ما عاود الصعود اليوم الجمعه بنهاية الأسبوع متخطياً حاجز مقاومة 1.1160 . يستهدف الزوج مستوى مقاومة 1.1300 وبتخطيها نتوقع إستكمال وتيرة الصعود الى مستوى 1.1435 . مستويات الدعم الحالية 1.1075 ثم 1.1020
النفط
أرتفع النفط منذ بداية الأسبوع من مستوى 47.70 دولار وتخطى حاجز مقاومة 48.70 والتى تمثل نسبة 50.0 % فيبوناتشى من أخر تصحيح وتمثل مقاومة خط التريند الصاعد المكسور ، ونجح فى تخطيها والثبات أعلاها الى أن وصل الى مستوى 50.40 دولار بنهاية الأسبوع . نتوقع أستكمال الصعود الى مستويات 51.50 ثم 52.70 خلال الأسبوع القادم.
مستويات الدعم الحالية التى من الممكن التجربة عليها قبل تكملة الصعود مستوى 49.90 ثم 49 دولار
