تفاؤل الأسواق يدفع النفط لتمديد مكاسبه لليوم الثالث على التوالي

29 أبريل 2021 01:20 م

واصلت أسعار النفط تسجيل المكاسب اليوم إذ طغت توقعات إيجابية بشأن تعافي الطلب على مخاوف بشأن تأثير زيادة الإصابات بكورونا بالهند واليابان والبرازيل. وجاء ذلك الارتفاع  بعد أن رفعت "أوبك" قليلا توقعاتها لنمو الطلب في 2021 إلى ستة ملايين برميل يوميا. وتتوقع المجموعة أيضا بلوغ المخزونات العالمية 2.95 مليار برميل في يوليو القادم، وهو ما يقل عن متوسط 2015-2019.

ويستمر النفط الخام في الارتفاع على مدار ثلاثة أيام متتالية وصل فيها تجاه أعلى مستوياته في 10 أيام. ويرتفع كل من الخام الأمريكي، وخام برنت بأكثر من 3% على أساس أسبوعي حتى الآن. وذلك على الرغم من سلبية تقارير مخزونات النفط الأمريكية.

وقد تابعنا اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لأوبك+ والذي خلص لالتزام المجموعة بالخطة الحالية التي تقدي بتخفيف قيود إنتاج النفط اعتباراً من مايو المقبل ومن المرتقب أن يعقد الاجتماع الشهري القادم لأوبك+ في مطلع يونيو القادم.

ويُذكر أن أن أوبك+ اتفقت على زيادة الإنتاج النفطي بأكثر من 2مليون برميل يومياً ما بين مايو يوليو، حيث سيتم خفض الإنتاج بواقع 350 ألف برميل يومياً في مايو وزيادة مماثله في يونيو قبل أن تشهد الأسواق زيادة 450 ألف برميل يومياً في يوليو، كما أن المملكة العربية السعودية ستتراجع خلال تلك الفترة عن خفضها الطوعي بواقع 1 مليون برميل يومياً الذي قامت به منذ فبراير.

ويُذكر أيضًا أن أوبك+ اتجهت لخفض الإنتاج لدعم أسعار النفط وتقليص فائض المعروض منذ مطلع 2017 وعمقت التخفيضات لمستوى قياسي في منتصف 2020 إلى 9.7 مليون برميل يومياً نظراً لتداعيات تفشي الفيروس التاجي والإغلاق الذي شهدناه في معظم الاقتصادات العالمية آنذاك والذي أدى لتراجع الطلب على البنزين ووقود الطائرات، وكان من المقرر تقليص الخفض بواقع 2 مليون برميل يومياً أخرى خلال الربع الأول من هذا العام، إلا أن أوبك+ اتفقت في ديسمبر على تقليص خفض الإنتاج بواقع 500 ألف برميل يومياً إلى 7.2 مليون برميل يومياً خلال يناير .

 وفي سياق آخر قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة زادت 0.1 مليون إلى 493.1 مليون برميل. وذلك في الأسبوع المنتهي في 23 أبريل. في غضون ذلك، بلغ متوسط ​​واردات النفط الخام 6.6 مليون برميل يوميًا الأسبوع الماضي. بزيادة قدرها 1.2 مليون برميل مقارنة بالأسبوع السابق. بلغ متوسط ​​إنتاج البنزين 9.6 مليون برميل يوميًا، وفقًا للتقرير.

وبلغ متوسط ​​مدخلات مصفاة النفط الخام 15 مليون برميل يوميًا خلال الأسبوع نفسه. بزيادة قدرها 253 ألف برميل يوميًا عن متوسط ​​الأسبوع السابق. أخيرًا، قالت إدارة معلومات الطاقة إن المصافي تعمل بنسبة 85.4٪ من طاقتها التشغيلية في نفس الفترة.

وإذا نظرنا إلى الطلب، يتطلع المستثمرون إلى تحسن وتيرة الطلب على النفط في الصيف مع تسارع معدلات التطعيم ضد فيروس كورونا في أمريكا الشمالية وأوروبا. ومع ذلك، فإن الأعداد المتزايدة باستمرار لحالات فيروس كورونا في الهند والبرازيل من الممكن أن تؤدي إلى تشديد الإغلاق وتضر بالطلب على النفط الخام.

في آسيا، من المتوقع أن يزداد الطلب على الوقود في الصين قبل عطلة لمدة خمسة أيام تبدأ يوم السبت. وقالت المجموعة في تقرير إنه على الرغم من أكثر من مليار جرعة لقاح فيروس كورونا التي تم إعطاؤها على مستوى العالم، إلا أنها تشعر بالقلق من أن الزيادة الأخيرة في حالات الإصابة بالفيروسات الجديدة في الهند والبرازيل واليابان قد تعرقل تعافي الطلب على النفط.

الارتفاع في عدد الإصابات جاء من دول مثل الهند التي تم تسجيل مستويات قياسية للإصابات المسجّلة بأكثر من 350 ألف إصابة يوم أمس بحسب إحصائيات worldometers، وهنا يجب أن نأخذ الحقائق التالية بعين الاعتبار:

يشكّل اقتصاد الهند ما نسبته 6.67% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحسب معطيات عام 2020، ومن المتوقّع أن يشكّل ما نسبته 6.91% من الاقتصاد العالمي لهذه السنة 2021، وهذا بتعديل قيم النمو والناتج بحسب القدرة الشرائية PPP.

في نفس الوقت، تعتبر الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط بالعالم بعد الصين والولايات المتحدّة، وتمثّل ما نسبته 4.6% من استهلاك النفط في العالم بمتوسّط يومي يزيد عن 4.4 مليون برميل يومياً، حتى أن الهند أصبحت أعلى من اليابان باستهلاكها للنفط لتحتل بذلك المركز الثالث.

بالنظر إلى هذه الحقائق، سنلاحظ بأن التأثير من الاقتصاد الهندي على الاقتصاد العالمي موجود بالفعل، لكن التأثير على أسواق الطاقة يعتبر كبير جداً مع حقيقة أن الهند هي ثالث أكبر مستهلك للنفط بالعالم.

كذلك في اليابان، التي تعتبر رابع أكبر مستهلك للنفط بالعالم، فهنالك مخاوف من إغلاقات في اليابان بسبب جائحة كورونا، وبالتالي، نلاحظ بأن الدولة التي تحتل المركز الثالث في استهلاك النفط تعاني الآن من موجة هائلة من انتشار كوفيد 19 المتحوّر، إلى جانب أن رابع أكبر مستهلك للنفط في العالم، وهو اليابان، مهددة بأن نشهد فيها إغلاقات كبيرة.

وهذا ما يفسّر التعارض بين التفاؤل بين التعافي الاقتصادي العالمي، والذي تحتل فيه أميركا والصين أغلب التأثير، وبين تأثير جائحة كورونا على طلب النفط العالمي.

بشكل عام، يجب أن نلاحظ بأن أسعار النفط تتداول في مستويات ضمن نطاقات محدودة، ولو نظرنا إلى النفط الأمريكي الخفيف، فقد تداول بين سعر 68 من الأعلى وسعر 57   إلى الأسفال ، ورغم أن هذا النطاق كبير، لكن يعتبر في الأسواق المالية نطاق جانبي 

الأوسمة:

يمكن للاسعار أعلاه ان تكون متأخرة بخمسة ثواني و تخضع لشروط و أحكام الموقع. الأسعار أعلاه إرشادية فقط