تراجعت أسعار الذهب منذ تداولات يوم أمس بحوالي 2%، لتُسجل أدنى مستوياتها منذ يوم 9 مارس عند 1695 دولار، وتُعاني أسعار الذهب من الضغوط البيعية منذ أغسطس 2020 مع الإعلان عن أولى اللقاحات ضد فيروس كورونا، وفي الوقت الحالي ومع زيادة عدد الأشخاص الحاصلين على اللقاحات وبالطبع مع تراجع أعداد الإصابات والإيجابية بشأن الاقتصاد العالمي دفع المستثمرين للتخلي عن الذهب.
وتعود تلك التراجعات بضغط من قوة الدولار الأمريكي عقب ارتفاع عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.77%، فيما بلغت عوائد السندات الأمريكية لأجل 5 سنوات أعلى مستوياتها في 13 شهر، وذلك قبل أن يكشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة إنفاق ضخمة إضافية بنحو 3 تريليونات دولار على البنية التحتية.
أمر آخر، هو ارتفاع أعداد الأمريكيين الذي حصلوا على حقنة تطعيم واحدة على الأقل لحوالي 25% من إجمالي السكان، وتخطط الولايات المتحدة لتقديم التطعيمات إلى 90% من البالغين بحلول مايو. وتؤدي الأخبار الإيجابية حول اللقاحات لرفع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وبالتالي تجنب الذهب حاليًا الذي يُعد أحد الملاذات الآمنة، وسط دراسات من شركتي فايزر ومودرنا أن جرعاتهما منعت عدوى فيروس كورونا بشكل فعال.
أيضًا، ستتجه أنظار المتداولين صوب أرقام سوق العمل في الولايات المتحدة يوم الجمعة القادم، وسط توقعات بأن يُضيف الاقتصاد أكثر من 650 ألف وظيفة في مارس، في أعقاب التوقعات الإيجابية للاقتصاد الأمريكي عقب نمو بنسبة 4.3% خلال الربع الأخير من عام 2020.
ووسط توقعات بأن يُسجل الاقتصاد الأمريكي نموًا خلال الربع الأول بنسبة 1.5%، وفي أعقاب تمرير حزمة التحفيز الضخمة البالغة 1.9 تريليون دولار مطلع الشهر الجاري التي تهدف لدعم الاقتصاد عن طريق زيادة التوظيف والإنفاق، وكذلك تأكيد الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير أن الاقتصاد في طريقه لتحقيق أقوى نمو له منذ 40 عامًا، بالإضافة للعوامل التي ذكرناها في بداية المقال قد نشهد مزيد من الهبوط لأسعار الذهب وهو ما ستؤكد أرقام الاقتصاد الأمريكي خلال الفترة القادمة.
وعلى الجانب الفني، في أعقاب كسر القناة الصاعدة على الإطار الزمني 4 ساعات وتسارع هبوط الأسعار لتتداول دون مستويات الـ 1700 دولار حاليًا، من المتوقع أن يتجه الذهب لمستوى الدعم المهم عند 1676 دولار، ومع كسر ذلك المستوى سيفتح الباب أمام هبوط قوي قد يستهدف مستويات الـ 1570 دولار، وإذا ما لا حظنا على الإطار الزمني اليومي أن الأسعار تسير في اتجاه هابط منذ أغسطس الماضي، وطالما بقيت دون خط الاتجاه ستبقى وجهة النظر البيعية قائمة.
أما على الجانب الصاعد، سيكون كسر خط الاتجاه الهابط والاستقرار أعلى مستويات الـ 1760 دولار هو الدافع الوحيد للتفكير في شراء الذهب.
